2
ماريا
..
صبيحة كُل يوم تمُر ورد بسيارتها فتنزل منها آمال لتجلس مع جدتي
و أحتل مكانها لننطلق انا و ورد
قضيت إسبوعين قبل بدء الدراسة
من أجمل أيام حياتي
زُرنا الكثير من المناطق السياحية
تتعامل ورد معي كسائحة
تُمارس دورها كمُرشدة سياحية
تتحدث معي بلهجة لُبنانية ركيكة تعلمتها من دبلجة المُسلسلات التُركية
أضحك كثيراً فـ تُبرر لي حديثها
بـ أن ملامحي توحي أني لُبنانية أكثر من ماهيتي كمصرية
أخذتني لرؤية كُلية الطب , شعرت بالإشمئزاز , كيف لكُلية يتعلم بها الطلبة أسمى المهن أن تكون بهذا المنظر , تذكرت جامعة دُبي و إنبهاري بتصميمها المعماري
تناسيت الأمر سريعاً , فزيارتنا لم تتعد ساعة واحدة
أخبرتني ورد أنها مُرتبطة بزميل لها يُدعى عمرو و أنه أخبر والدتها بذلك
ووعدته والدتها بأن ورد له و ستنتظره حتى يستطيع التقدُم لها
تلمع عيون ورد و هي تحكي عن عمرو و تتسع إبتسامتها كُلما ذُكر إسمه
من حديثها عن الحُب أحببت الحُب
تمنيت لو أني أعيش قصة حُب حتى لو من طرفي فقط , أُريد أن أشعُر بلذة الحُب
مرت أيام العُطلة سريعاً
كعادة كُل ما هو جميل
حرصت على الذهاب للجامعة اول يوم دراسي
تناسيت منظر الكٌلية من الخارج عندما دلفت من بابها ووجدت الطلبة القُدامى يحتفلون بنا بما يُسمى الـ welcome day , يوم آخر ينضم لـ أجمل أيام حياتي
تعرفت على الكثير من الفتيات منُهم ماريام ( من طراز متوسطة الطول , ذو ملامح هادئة و جميلة )
, تعارفنا سريعاً , أخبرتني طبقاً لـ التسلسل الأبجدي رُبما نكون سوياً في section واحد
طيلة الحفل و انا مُلازمة لماريام أو رُبما هي مُلازمة لي
حتى أقبل علينا شاب وسيم , طويل خمري البَشرة
أعتقد أني رأيت تلك الملامح من قبل لكني لا أتذكر أين
أقبل الفتى سألاً إذا كُنا من مُنظمي الحفل . أخبرناه أننا طلبة الفرقة الأولى
أثناء تعارفُنا شعرت بِه يُفتش بعينيه عن شئ ما بيديّ
لانت ملامح وجهه و توقفت عينيه عن مُهمتها عُندما أخبرته أن إسمي ماريا
نظرنا نظرة سريعة للجدول علمنا أننا جميعاً في section واحد , تبادلنا أرقام هواتفنا
, و أتفقنا على اللقاء صبيحة اليوم التالي بمدخل الكُلية لنحضر أولى مُحاضراتنا سوياً
عُدت للبيت الثالثة عصراً وجدت العمة آمال و جدتي يجلسون بالصالة مُسلطين تركيزهم على شاشة التلفاز . دخلت لُغرفتي أثناء مروري بالطُرقة لاحظت وجود ورد بالمطبخ تُعد الفشار , ستنضم معهُم لرؤية إعادة ذاك المُسلسل التُركي الغليظ
خطر ببالي أن أُشاهده معهم لعلي أشعر بالحُب
بعد إنتهائه .. يتناقشون على الأحداث المتوقعة و نهاية المُسلسل
صراحةً لم أشعر بشئ ولا حتى تعاطفاً مع الأبطال
رٌبما كما يُرددون تقتل كُلية الطب بِنا المشاعر
كتمت ضحكي حتى لا أُثير حفيظتهم .. فـ ورد في عالم آخر من الحُزن كما لو كانت هي البطلة
قطع ذلك صوت العمة آمال آمرة إيانا بتحضير المائدة فالطعام مُعد مُسبقاً
أنتهينا من تناول غدائنا فأخذتني ورد لتنفرد بي بغُرفتي
ظننت أن هناك أمراً خطيراً لكنني وجدتها
تستفهم إذا ما رأيت فتى أحلامي بالكُلية
ضحكت كثيراً
تُردد دائما أن طُلبة طب يتزاوجون من طالبات طب
لا أدري لم لاحت صورة مينا أمامي و سرحت أتذكر ملامحه و أتأملها
شعرت وقتها بشعور لذيذ يُدغدغ أواصلي
أفقت على صوت ورد تُخبرني أنها ستُغادر
توسلت جدتي إلى آمال أن تبيت معنا لكنها أوضحت بأن مُحصل الكهرباء سيأتيها غداً
غادرا وقت أذان العشاء
بعدها تناولت جدتي عُلبة من الزبادي و إنصرفت لتنام
إنزوأت بغُرفتي أُحضر ملابس الغَد , بعدها غُصت في نومِ عميق
...
مينا
.
قضيت أيام العُطلة بشكل جيد
انا و هاني و هانيا و خالتي أحياناً نخرج لنُزهات جميلة و نستأجر مراكب نيلية
إعتدت أن أُحادث والديّ كُل مساء بإستخدام الـ skype
لم أشعر أني فارقتهم كُل شئ يدور ببيتنا هناك انا على دراية به و كُل ما أقوم به هنا هُم على علم به
قبل بدء الدرسة بيوم نويت العودة لبيتنا لكن خالتي أقسمت بأنها لن تتركني أقطُن وحدي و إلا ستُكلف هاني بالمبيت معي
صررخت قائلاً لااا
فضحكوا من ردة فعلي
صححت قائلاً سأبيت معكم هاني فوضوي و سيُكلفني عناء توضيب شقتنا بأكملها
أخبرت والدتي فوافقت شريطة أن أُساهم معهم بمصاريف البيت , رفضت خالتي في البدء ثُم وافقت بعدها على مضض
ذهبت للكُلية بسيارتي الجديدة ذاك كان وعد والدي لي إذا دخلت كُلية من كٌليات القمة كما يُسميها
وجدت إحتفالاً مُقام لطلبة الفرقة الاأولى
كان إحتفالاً ذو طابع فُكاهي أندمجت معهُم حتى لمحت فتاة رقية لا تضع أي مساحيق تجميل على وجهها فـ بدت ملامحها أكثر براءة
تذكرتها إنها فتاة المطار كما أسميتها
ذهبت لأتعرف عليها فـ وجدتها تقف مع صديقتها فأضطررت آسفاً التعارف إلى صديقتها . ظننتها ستتذكرني لكن تعابير وجهها توحي بأنها لا تتذكر حتى رؤيتي من قبل لا أدري لم شعرت بإنجذاب ناحيتها رُبما براءة ملامحها و عفوية تصرفها
عكس ما حولها رغم تفوقها عليهن بجمالها
شرعت أبحث عن صليب بيديها لكن لم أجد
إطمأن قلبي بعدها عندما قالت أن إسمها ماريا حتماً قبطية مثلي ويجوز إرتباطنا
لا أدري لما استسبق الأحداث لكن شعور غريب أشعره تجاهها
أؤمن بالعلامات .. رأيتها مرتين
مرة بالمطار و الأُخرى بالكُلية
أشعر أنه سيكون لي معها حكاية
...
ماريا
في صباح اليوم التالي
وجدت مينا يقف وحيداً أمام بوابة الجماعة
فتظاهرت أني لا أراه و مررت بجانبه دون أن ألتفت
فسمعته يُناديني
إلتفت خلفي فتظاهرت أني مُتفاجئة
و جدته مُبتسماً فلمحت طابع الحُسن محفور في ذقنه
يا إلهي كما بدا وسيماً
إبتسمت لمرأاه , ووجدته يُشير إلى ما أرتديه
لدهشتي وجدت كلانا يرتدي بنطلون جينز داكن و قميص أحمر اللون
صُدفة أسعدتني و اكثر ما ذهلني فيها أني لا أُحب اللون الأحمر
لكني أمس وجدت ذلك القميص في آخر زاوية بدولابي ,كان هدية من أُمي و رفضت أن أرتديه لإنزعاجي من اللون الأحمر
مُنذ أن رأيت إبتسامته و أصبح هذا اللون لوني المُفضل
تساءلت عن ماريام , وجدته يحُك رأسه قائلاً
صراحة ً حدثتها على الهاتف صباحاً و أخبرتها أن مُحاضرات هذا الإسبوع تم تأجيلها للإسبوع القادم فقررت الا تأتي
هممت أن أُغادر فوجدت عينيه تسترجيني أن أجلس , لكن حسمت قراري قائلة
سأُغادر إذاً و أنتظم من بداية الإسبوع المُقبل
أخبرت ماريام ألا تاتي حتى تواتيني الفُرصة أن أنفرد و أحكي معك , نطق بها
رعشة خفيفة سرت داخلي فسررت بها
إقترحت أن نجلس بمكان ما فلا طاقة لي بالوقوف مُدة طويلة
أخذني من يدي و جلسنا على الدرجات المؤدية للطابق الثاني
يديه ليست لينة لكن باحتوائها ليديّ شعرت بأمان يحوطني
لا أدري لم تركت يديّ , لم أسأ الظن بِه
ملامحه و حديثه فوق مُستوى الشُبهات
أسرني , كنت أود فتى احلامي يُشبه حسين فهمي
مينا لا يمُت لحسين فهمي بـ صلة إلا أنني أجده أجمل مِنه
سحبت يديّ بعد جلوسنا فقد بدأت تتعرق و خشيت أن يشمئز مِني
جلسنا نحكي سوياً . مضى الوقت أسرع مما يُمكن
أخبرني أنه يقطُن بالمملكة و حكى لي مأساتُه في شعائره
لا يٌقدم والده ولا والدته أي إعتراف . هُناك يشتاق للكنيسة و دقة أجراسها
شعرت بالألم تجاهه , و حكيت له ما يُخصني
لا أجد سبباً لسلاسة الكلام على لساني
ولا لشعوري بالراحة أثناء حديثي معه
بعد ساعات مرت دون أن أشعر بها
إستأذنت للإنصراف
فـ وجدته يسألني الا تتذكريني
بوغت من سؤاله .. و حركت رأسي يُمنة و يساراً دلالة النفي
نظر لي وقال رأيتك للمرة الأولى بالمطار وجدتني أنظر لك
اجمل ما بِك طبيعتك , تسحرين بها حتى الحجر
ضحك قائلاً .. أود أن أقول لك جُملة سمعتها من صديق لي سعودي الجنسية
عندما كان يتغزل في فتاة سورية تقطُن بحينا
تبارك الخالق فيما خلق
أطرقت خجلاً و أنصرفت دون أن أنطق بحرف
...
ماريا
..
صبيحة كُل يوم تمُر ورد بسيارتها فتنزل منها آمال لتجلس مع جدتي
و أحتل مكانها لننطلق انا و ورد
قضيت إسبوعين قبل بدء الدراسة
من أجمل أيام حياتي
زُرنا الكثير من المناطق السياحية
تتعامل ورد معي كسائحة
تُمارس دورها كمُرشدة سياحية
تتحدث معي بلهجة لُبنانية ركيكة تعلمتها من دبلجة المُسلسلات التُركية
أضحك كثيراً فـ تُبرر لي حديثها
بـ أن ملامحي توحي أني لُبنانية أكثر من ماهيتي كمصرية
أخذتني لرؤية كُلية الطب , شعرت بالإشمئزاز , كيف لكُلية يتعلم بها الطلبة أسمى المهن أن تكون بهذا المنظر , تذكرت جامعة دُبي و إنبهاري بتصميمها المعماري
تناسيت الأمر سريعاً , فزيارتنا لم تتعد ساعة واحدة
أخبرتني ورد أنها مُرتبطة بزميل لها يُدعى عمرو و أنه أخبر والدتها بذلك
ووعدته والدتها بأن ورد له و ستنتظره حتى يستطيع التقدُم لها
تلمع عيون ورد و هي تحكي عن عمرو و تتسع إبتسامتها كُلما ذُكر إسمه
من حديثها عن الحُب أحببت الحُب
تمنيت لو أني أعيش قصة حُب حتى لو من طرفي فقط , أُريد أن أشعُر بلذة الحُب
مرت أيام العُطلة سريعاً
كعادة كُل ما هو جميل
حرصت على الذهاب للجامعة اول يوم دراسي
تناسيت منظر الكٌلية من الخارج عندما دلفت من بابها ووجدت الطلبة القُدامى يحتفلون بنا بما يُسمى الـ welcome day , يوم آخر ينضم لـ أجمل أيام حياتي
تعرفت على الكثير من الفتيات منُهم ماريام ( من طراز متوسطة الطول , ذو ملامح هادئة و جميلة )
, تعارفنا سريعاً , أخبرتني طبقاً لـ التسلسل الأبجدي رُبما نكون سوياً في section واحد
طيلة الحفل و انا مُلازمة لماريام أو رُبما هي مُلازمة لي
حتى أقبل علينا شاب وسيم , طويل خمري البَشرة
أعتقد أني رأيت تلك الملامح من قبل لكني لا أتذكر أين
أقبل الفتى سألاً إذا كُنا من مُنظمي الحفل . أخبرناه أننا طلبة الفرقة الأولى
أثناء تعارفُنا شعرت بِه يُفتش بعينيه عن شئ ما بيديّ
لانت ملامح وجهه و توقفت عينيه عن مُهمتها عُندما أخبرته أن إسمي ماريا
نظرنا نظرة سريعة للجدول علمنا أننا جميعاً في section واحد , تبادلنا أرقام هواتفنا
, و أتفقنا على اللقاء صبيحة اليوم التالي بمدخل الكُلية لنحضر أولى مُحاضراتنا سوياً
عُدت للبيت الثالثة عصراً وجدت العمة آمال و جدتي يجلسون بالصالة مُسلطين تركيزهم على شاشة التلفاز . دخلت لُغرفتي أثناء مروري بالطُرقة لاحظت وجود ورد بالمطبخ تُعد الفشار , ستنضم معهُم لرؤية إعادة ذاك المُسلسل التُركي الغليظ
خطر ببالي أن أُشاهده معهم لعلي أشعر بالحُب
بعد إنتهائه .. يتناقشون على الأحداث المتوقعة و نهاية المُسلسل
صراحةً لم أشعر بشئ ولا حتى تعاطفاً مع الأبطال
رٌبما كما يُرددون تقتل كُلية الطب بِنا المشاعر
كتمت ضحكي حتى لا أُثير حفيظتهم .. فـ ورد في عالم آخر من الحُزن كما لو كانت هي البطلة
قطع ذلك صوت العمة آمال آمرة إيانا بتحضير المائدة فالطعام مُعد مُسبقاً
أنتهينا من تناول غدائنا فأخذتني ورد لتنفرد بي بغُرفتي
ظننت أن هناك أمراً خطيراً لكنني وجدتها
تستفهم إذا ما رأيت فتى أحلامي بالكُلية
ضحكت كثيراً
تُردد دائما أن طُلبة طب يتزاوجون من طالبات طب
لا أدري لم لاحت صورة مينا أمامي و سرحت أتذكر ملامحه و أتأملها
شعرت وقتها بشعور لذيذ يُدغدغ أواصلي
أفقت على صوت ورد تُخبرني أنها ستُغادر
توسلت جدتي إلى آمال أن تبيت معنا لكنها أوضحت بأن مُحصل الكهرباء سيأتيها غداً
غادرا وقت أذان العشاء
بعدها تناولت جدتي عُلبة من الزبادي و إنصرفت لتنام
إنزوأت بغُرفتي أُحضر ملابس الغَد , بعدها غُصت في نومِ عميق
...
مينا
.
قضيت أيام العُطلة بشكل جيد
انا و هاني و هانيا و خالتي أحياناً نخرج لنُزهات جميلة و نستأجر مراكب نيلية
إعتدت أن أُحادث والديّ كُل مساء بإستخدام الـ skype
لم أشعر أني فارقتهم كُل شئ يدور ببيتنا هناك انا على دراية به و كُل ما أقوم به هنا هُم على علم به
قبل بدء الدرسة بيوم نويت العودة لبيتنا لكن خالتي أقسمت بأنها لن تتركني أقطُن وحدي و إلا ستُكلف هاني بالمبيت معي
صررخت قائلاً لااا
فضحكوا من ردة فعلي
صححت قائلاً سأبيت معكم هاني فوضوي و سيُكلفني عناء توضيب شقتنا بأكملها
أخبرت والدتي فوافقت شريطة أن أُساهم معهم بمصاريف البيت , رفضت خالتي في البدء ثُم وافقت بعدها على مضض
ذهبت للكُلية بسيارتي الجديدة ذاك كان وعد والدي لي إذا دخلت كُلية من كٌليات القمة كما يُسميها
وجدت إحتفالاً مُقام لطلبة الفرقة الاأولى
كان إحتفالاً ذو طابع فُكاهي أندمجت معهُم حتى لمحت فتاة رقية لا تضع أي مساحيق تجميل على وجهها فـ بدت ملامحها أكثر براءة
تذكرتها إنها فتاة المطار كما أسميتها
ذهبت لأتعرف عليها فـ وجدتها تقف مع صديقتها فأضطررت آسفاً التعارف إلى صديقتها . ظننتها ستتذكرني لكن تعابير وجهها توحي بأنها لا تتذكر حتى رؤيتي من قبل لا أدري لم شعرت بإنجذاب ناحيتها رُبما براءة ملامحها و عفوية تصرفها
عكس ما حولها رغم تفوقها عليهن بجمالها
شرعت أبحث عن صليب بيديها لكن لم أجد
إطمأن قلبي بعدها عندما قالت أن إسمها ماريا حتماً قبطية مثلي ويجوز إرتباطنا
لا أدري لما استسبق الأحداث لكن شعور غريب أشعره تجاهها
أؤمن بالعلامات .. رأيتها مرتين
مرة بالمطار و الأُخرى بالكُلية
أشعر أنه سيكون لي معها حكاية
...
ماريا
في صباح اليوم التالي
وجدت مينا يقف وحيداً أمام بوابة الجماعة
فتظاهرت أني لا أراه و مررت بجانبه دون أن ألتفت
فسمعته يُناديني
إلتفت خلفي فتظاهرت أني مُتفاجئة
و جدته مُبتسماً فلمحت طابع الحُسن محفور في ذقنه
يا إلهي كما بدا وسيماً
إبتسمت لمرأاه , ووجدته يُشير إلى ما أرتديه
لدهشتي وجدت كلانا يرتدي بنطلون جينز داكن و قميص أحمر اللون
صُدفة أسعدتني و اكثر ما ذهلني فيها أني لا أُحب اللون الأحمر
لكني أمس وجدت ذلك القميص في آخر زاوية بدولابي ,كان هدية من أُمي و رفضت أن أرتديه لإنزعاجي من اللون الأحمر
مُنذ أن رأيت إبتسامته و أصبح هذا اللون لوني المُفضل
تساءلت عن ماريام , وجدته يحُك رأسه قائلاً
صراحة ً حدثتها على الهاتف صباحاً و أخبرتها أن مُحاضرات هذا الإسبوع تم تأجيلها للإسبوع القادم فقررت الا تأتي
هممت أن أُغادر فوجدت عينيه تسترجيني أن أجلس , لكن حسمت قراري قائلة
سأُغادر إذاً و أنتظم من بداية الإسبوع المُقبل
أخبرت ماريام ألا تاتي حتى تواتيني الفُرصة أن أنفرد و أحكي معك , نطق بها
رعشة خفيفة سرت داخلي فسررت بها
إقترحت أن نجلس بمكان ما فلا طاقة لي بالوقوف مُدة طويلة
أخذني من يدي و جلسنا على الدرجات المؤدية للطابق الثاني
يديه ليست لينة لكن باحتوائها ليديّ شعرت بأمان يحوطني
لا أدري لم تركت يديّ , لم أسأ الظن بِه
ملامحه و حديثه فوق مُستوى الشُبهات
أسرني , كنت أود فتى احلامي يُشبه حسين فهمي
مينا لا يمُت لحسين فهمي بـ صلة إلا أنني أجده أجمل مِنه
سحبت يديّ بعد جلوسنا فقد بدأت تتعرق و خشيت أن يشمئز مِني
جلسنا نحكي سوياً . مضى الوقت أسرع مما يُمكن
أخبرني أنه يقطُن بالمملكة و حكى لي مأساتُه في شعائره
لا يٌقدم والده ولا والدته أي إعتراف . هُناك يشتاق للكنيسة و دقة أجراسها
شعرت بالألم تجاهه , و حكيت له ما يُخصني
لا أجد سبباً لسلاسة الكلام على لساني
ولا لشعوري بالراحة أثناء حديثي معه
بعد ساعات مرت دون أن أشعر بها
إستأذنت للإنصراف
فـ وجدته يسألني الا تتذكريني
بوغت من سؤاله .. و حركت رأسي يُمنة و يساراً دلالة النفي
نظر لي وقال رأيتك للمرة الأولى بالمطار وجدتني أنظر لك
اجمل ما بِك طبيعتك , تسحرين بها حتى الحجر
ضحك قائلاً .. أود أن أقول لك جُملة سمعتها من صديق لي سعودي الجنسية
عندما كان يتغزل في فتاة سورية تقطُن بحينا
تبارك الخالق فيما خلق
أطرقت خجلاً و أنصرفت دون أن أنطق بحرف
...
0 تعليق على موضوع "قصة أحببت مسيحياَ - الحلقة 2"
الإبتساماتإخفاء