الحلقه التالته
" الصدمه بدايه ادراك الواقع "
اخذت ياسمين نفس عميق لتستعد لجلسه الاعتراف واخذت تتحرك وهي تتحدث : ورد تبقي ياسمين الي هي انا
الي هي كانت بتبيع مناديل الي انقذتك يعني
بوص هي لفه كبيره
مراد: نعم !!
تابعت ياسمين الحديث: انا اسمي ياسمين احمد الخطاب صحفيه
وبشتغل في جريده الخبر عندي عمود كده علي ادي
بس بجانب ده بقالي ست شهور بكشف بلاوي في ملف اطفال الشوارع
جيت انت بثانيه وكنت هتهد كل الي بنيته وهتكشفني وخصوصا لما قلت قسم وبوليس
انا من ست شهور دخلت وكر عطوه وسيد النتن علي اني بنت غلبانه ورد
وبعد محايلات وتمثيل متقن طبعا
ويهديك ويرضيك وافقو اشتغل معاهم
وطبعا نص مرتبي اتاخد في البدايه ليهم
عشان اثبت ولائي واني فعلا اعرف اشتغل وميه ميه
وفعلا مع الوقت عرفت المخبأ وعرفت بندق
الولد الاعمي الي حضرتك كنت هتخانقني بسببه
فاكره ده هووو بالظبط الي جه في دماغك ده
حسيته مختلف عنهم وفعلا تخيل ده ولد وهو ست سنين حصله حادثه مع قرايبه كلهم ماتو
الي لقاه وقتها عطوه اخده من العربيه ورباه الولد كان مصاب في عينه وطبعا بسبب الاهمال اتعمي
طيب وغلبان جداا وللاسف مش فاكر اي معلومه تدله علي قرايبه
انما عطوه وسيد او زي ما بيقلوله النتن دول حكايه تانيه خالص
مش هقعد ارغي واحكيها طبعا
نرحع بقي للحادثه
سيد هووب هجم عليك وطلع مطوته انا كنت مرعوبه بيني وبينك يعني اه
انا قلت شكلك هتموت
بس الحمد لله اصابه خفيفه بس انت مع الجري هووب وقعت
ملقتش حل غير اني اجيبك البيت قولي ليه ليه
اقولك يا سيدي عشان لو وديتك المستشفي هتسال انتي مين وايه حصل وبرده كنت هتكشف
والحمد لله انت بخير اهو وفل وميه ميه
لم يدري مراد ما سمعه هل حقيقه ام ان تلك الاصابه جعلته في غيبوبه
وكل ذلك من هو من وقع خياله
لكن وجد انه حقا في عالم الواقع.. اذن ما سمعه حقيقي
مراد : انتي بتقولي ايه!!
ياسمين : لا متتوقعش اني اقعد اعيد كل الكلام ده
مراد بغضب: يعني ايه انا في بيتك
ياسمين: انت كنت مصاب جبتك البيت و والدي الحمد لله اسعفك
مراد: شخص مصاب يروح المستشفي مش البيت يا ست ورد ولا ياسمين ولا اين كان انتي مين
مش عشان شغلك وخوفك تتكشفي تستهتري بارواح الناس
دُهشت ياسمين من رد فعل مراد ظنت انه سيذهل من كميه الحقائق التي اطلعته بها
واذا به يتحدث عن نفسه
ويؤنبها لعدم حرصها علي سلامته بكل عجرفه
ياسمين محاوله للدفاع عن نفسها: بوص حضرتك اصابتك خفيفه وانا عارفه كويس كنت عامل ازاي
والحمد لله انت بخير دلوقتي وممتش يعني بسبب اهمالي
والدي خبير في الحاجات دي وهو الي اكدلي ان اصابتك بسيطه
وقف مراد وحمل جاكت بذلته وهو يردد بانفعال
مراد : ده مش مبرر للي عملتيه يا سياده الصحفيه
حياه البشر مش لعبه في ايديكي
ياسمين بانفعال: علي فكره انت قليل الذوق
مراد بغضب: نعم
ياسمين: ومغرور كمان بدل ما تقولي شكرا عمال تقولي حياه البشر حياه الناس
الحمد لله اصلا ان كان فيا عقل اني اتصرف
وان قدرت ادخلك عربتيك واجيبك هنا
مرادوهو يلفظ كل حرف من تحت اسنانه : لو مكنتيش بنت كنت عرفتك المغرور ده هيعمل ايه
فتح مراد الباب ليخرج من حجره ياسمين ولكن اصطدم بجسد احدهم فرفع وجهه
فاذا برجل في منتصف العقد السادس امامه ويبدو علي ملامحه الوقار والهدوء
يرتدي نظاره طبيه ويحمل بيده صنيه بها طعام ساخن ومشروب
خمن مراد ان هذا هو والد ياسمين
احمد بابتسامه : ايه ده بطلنا صحي ابن حلال كنت لسه هدخلك الاكل
لم يجد مراد ما يتحدث به
تحدث ياسمين بضجر وهي عاقده ذراعيها امام صدرها
ياسمين: اعرفكم ببعض والدي سياده اللواء احمد الخطاب متقاعد حاليا
متفرغ للبيت يعني ومتفرغ ليا ولمصايبي
ووبابا عارف حضرتك مين من امبارح
مراد: حضرتك لواء؟
احمد: كان زمان بقي هيييي ايام .بس متقلقش منستش الي ادربنا عليه زمان
ده انت جرحك ده اقل حاجه كنا بنشوفها في الحرب.. اصلي شاركت في حرب 73
وجرحك طهرته وعقمته وايدي خفيفه كام غرزه كده بس خير هيلم وهتبقي كويس ياابني
عندك بقي شويه شوربه كمان من ايديا هتلاقيك رجعت ولا عنتر زمانه
مراد : شكرا لحضرتك مفيش داعي لكل ده انا مضطر امشي وكفايه اووي اني تعبتك امبارح
احمد: يا ابني مفيش تعب انا متعود علي كده سواء كان في شغلي
او لما الهانم بقت صحفيه عادي
مراد بسخريه: ليه هي سياده الصحفيه بتجيب لحضرتك حالات من دي كتير ولا ايه
ضحك احمد من حديث مراد وتابع مع ضحكاته: لا بس اتعودت علي مصايب وكورارث وقضايا
واقسام واخبار تسد النفس بقيت مبستغربش اي حاجه تحصل منها
ياسمين: حكم الشغل يا ولدي وشكرا علي نشر غسيلي قدام الخلق الله يكرمك يا حج
اثناء حديثهم رن جرس الباب فتحركت ياسمين لفتحه
ودخل شاب طويل القامه هذيل الجسد قليلا ويرتدي تيشرت وبنطلون من الجينس
فور رؤيته تعالت صيحات ياسمين للترحيب ييه
ياسمين: ادهومه ويلكم بيج بوص
ادهم وقام بضرب كفه بكفها فقد كانت تلك حركتهم الخاصه: ويلكم بيج برص
ياسمين وقد اخرجت لسانها لادهم: رخم
ادهم متفاخرا بنفسه : عارف
ونظر امامه ليجد مراد يقف بجوار احمد
ادهم : مراد السيوفي هو انت الي ياسمين جابته هنا ودوشتنا من امبارح!
مراد بتعحب: انت تعرفني
تحرك ادهم ليقف في مواجهه مراد وقام بالتعريف عن نفسه
انا ادهم مصور في جريده الخبر وابن عم ياسمين
وحضرت مؤتمر تجاري كنت بغطيه صحفيا
وانت كنت موجود مع والدك استاذ منصور
وكنت منبهر بشركتكم الصراحه وخطه العمل الي كنتو بتعرضوها
ياسمين مقاطعه حديثهم : انت تقصد شركه منصور السيوفي
ادهم : ايوه يا سو ما استاذ مراد يبقي ابنه
ياسمين: الحمد لله اني عارفه االشركه اصلا ووالده
مراد بحنق : نعم
ادهم: لا متاخدش في بالك اصل هوس الملف الي شغاله عليه خلاها بعيده عن اي اخبار تانيه
مراد: عموما اتشرفت بمعرفتك استاذ ادهم ومره تانيه بشكرك يا سياده اللوا لانقاذي
واستائذن انا مقدرش اتاخر عن اهلي اكتر من كده
احمد : مفيش داعي للشكر انا معلمتش حاجه ربناا معاك يا ابني
ادهم : انا الي ليا الشرف
مراد : سلام عليكم
وخرج مراد من الشقه ليقود سيارته متجه لمنزله
فور خروجه عقدت حجبيها وقالت بتبرم
ياسمين: وانا ولا كاني كيس جوافه.. المفروض كنت اسيبه غرقان في دمه ويموت
ده ولا كأني عملت حاجه يا جدعااان صحيح خير تعمل مراد تلقي
ضرب ادهم راس ياسمين بخغه وقال مؤنبا اياها: احسسن عشان تبطلي تهور وتسيبك من ام الشغلانه دي
مالها صفحه الفنون نحضر حفلات ونتصور مع فنانين ونهيص وناكل
ياسمين: بقولك ايه مش نافصه تريقه ابوس ايدك
مد ادهم يده وقال بسخريه: اتفضلي يلا بسرعه
ياسمين: مش بقولك رخم. يلا علي مكتب القيادات العليا اعرفك اخر التطورات
واه صحيح الكاميرا بتاعتك اتملت صور خد طلعها ورجعالي دي فله
ادهم : استغليييني كمان وكمان دي كاميرا منزلتش في مصر كلها شوفتي حجمها لا يري بالعين المجردة
شوفتي دقتها طيب شوفتي لونها طيب شوفتي
ياسمين مقاطعه لحواره: اييه اييه اهدي يا عم
متاخدش في نفسك مقلب اووي يلا يلا ورانا شغل
احمد: وبالنسبه للاكل ده
حمل ادهم الصنيه من احمد : حبيبي يا باشا ده سبيهولي انا وانا بص همسحلك الاطباق مسح
قدامي يا اخره صبري قدامي اشرحي وانا باكل
كده هعرف افهمك كويس
ترك احمد ياسمين وادهم للعمل سويا وردد اثناء تحركه ااي حجرته : ربنا يوفقكم ويسترها يااارب
ادهم وهو يلوك الطعام في فهمه: ايوه يا حاج كتر من يسترها دي اصل طول ما بنتك عايشه مش هتجبها البر
_________________
فتح مراد باب الفيلا ليدلف الي الداخل وقد ارتدي جاكت بذلته حتي لا تلاحظ والدته ما به
تحرك سريعا الي السلم ليتجه نحو غرفته ولكن صوت والدته قطع تحركه
سوسن بقلق : كنت فين يا مراد
مراد ببرود وجمود: شويه شغل واتاخرت شويه
سوسن : بص مش كنت تطمني يا ابني
مراد: انتي عارفه بنحضر للحفله السنويه
وكمان عشان مشروع الشراكه بينا وبين شركه الشروق
سوسن: برده يا ابني طمني عنك مش متعوده تغيب طول الليل وتجيلي الصبح كده
مراد وقبل جبهه والدته : اسف يا امي حاضر هبلغك بتحركاتي بعد كده
ممكن اطلع ارتاح بقي
سوسم: تمام مفيش مشكله بس صحيح اوعي تنسي تبعت دعوه لخطيبتك واهلها
مراد وقد اولي ظهره لامه واتجه نحو غرفته: اتبعتت من زمان يا امي مش هنسي حاجه زي دي
دلف الي داخل حجرته وخلع الجاكت ببطئ حتي لايشعر بالم
وفور رؤيته للسرير القي بجسده وغاب في نوم عميق
لا يريد تذكر اي شئ لا يريد التفكير فيما حدث
فقط يريد الراحه بعد هذه الليله الطويله
_________________________
وصل ادهم وياسمين الي مقر الجريده ليباشرا بعض الأعمال هناك
ياسمين: متعرفش رئيس التحرير عايزني ليه يا ادهم
ادهم: يابنتي صدعتيني من وانا في بيتك حلفتلك معرفش والله معرفش
ياسمين بقلق: اصل غريبه اووي من امته الكلام ده
انا اخري رئيس القسم هو الي يبعت يهزئني عشان بتاخر علي شغلي
يقولي ملاحظات او يكلفني بتقرير غير كده مفيش
فجاه بقدر قادر رئييييس التحرير نفسه يطلبني اييه انا هتطرد ولا ايه
ادهم : يا خبر بفلوس هتدخلي ويبقي ببلاش
ياسمين: ادعيلي
ادهم: انتي رايحه تحاربي في افغانستان
ده حتي مدييرنا مفيش منه عصبي وايده طارشه
ومتهور ومندفع
ياسمين: الله يطمن قلبك ياابني طمنتيني اتفوو عليك
قامت ياسمين بالتوجه الي باب رئيس التحرير بعد السماح لها من قبل السكرتيره
اخذت تنظر لللافته امامها اكرم امين رئيس التحرير
اخذت في تهدئه نفسها وسمت الله
وقرعت الباب الي ان سمعت صوته الجهوري يامرها بالدخول
دلفت ياسمين للداخل
ياسمين: صباح الخير يافندم حضرتك طلبتني
خلع اكرم نظارته الخاصه بالقراءه ووضع اصابعه بالقرب من عينه ليستعيد تركيزه
فقد كان منغمر في العمل بالاوارق الماثله امامه
اكرم: اتفضلي يا انسه ياسمين
تحركت ياسمين وجلست في كرسي مقابل له
تابع اكرم حديثه
انا متابع مقالاتك عن حمله اطفال الشوارع وعجباني جدا
ياسمين وقد تهللت اساريرها : شرف ليا يا فندم
اكرم: لسه ملكملتش كلامي
ياسمين باحراج : اسفه يا فندم اتفضل
اكرم: بس الي ملاحظه انك بتاخدي وقت كبيير عشان تكشفي الحقائق دي
واحنا مش بنديكي مرتب عشان المقالين تلاته الي بتنزليهم كل الشهر
ياسمين في محاوله للتحدث والنقاش : بس يافندم
لم يعطها اكرم فرصه وتابع حديثه : عارف انك بتنزلي مقالات تانيه في عمودك الاسبوعي
بس صحفيه زيك وقلمها مبدع خساره
منستغلش خبرتها دي انا مستعد اسيبلك ملف اطفال الشوارع بس هناخدك شويه من العمود بتاعك
انا عايزه تغطي حفله الشراكه بين شركه الشروق والسيوفي
ده الحدث المهم دلوقتي في مجال الأعمال
ومش عايز نقاش
ياسمين: يا فندم
اكرم بصرامه وحزم :لا كده لاما مش هوافق علي نشر اي مقال عن ملف اطفال الشوارع
اتفضلي علي مكتبك والسكرتيريه هتبعتلك معلومات عن الحفله والدعوه المرسله باسم الجريده
خرجت ياسمين ولم تستطع الحوار ولا نطق كلمه واحده امام رئيس التحرير
من يجرؤ علي ذلك
فاكرم امين شخص معروف بالجديه والصرامه وعدم التهاون في عمله
ولا يقبل ان يعترض احد علي قرارته
فور خروجها حمل اكرم هاتفه وضغط علي عده ارقام واخذ في الحديث
انا دلوقتي كلفتها بالحفله وعملت الي اتفقنا عليه عيب يا باشا انت اوامرك تنفذ
_____________________
استيقظ مراد علي صوت هاتفه الذي ظل يصرخ لعده دقائق معلنا عن عده مكالمات
وكان الاسم الذي يزين الشاشه
مريم
تناول مراد الهاتف وضغط علي الرد
ليستمع الي صوت نسائي رقيق من الجهه الاخري
مريم: مرااد كل ده مبتردش
مراد بتثاقل : كنت نايم يا مريم خير
مريم: اووبس سوري يا بيبي وانا هعرف منين
بس هو فيه حد ينام في الوقت ده!!
مراد بحنق : مريم انتي عارفه كويس اووي خطيبك وراه ايه
وشغلي ملوش وقت وكذلك وقت راحتي
مريم بخبث : ما انا بكلمك بخصوص كده عشان تعرف ان خطيبتك برده بتفكر في شغلك
مراد وقد نهض من فراشه : خير
مريم: عايزه نخرج سوا عشان اشتري فستان الحفله معاك وتقولي رايك
مراد ببرود: من امته بنزل اجيب معاكي حاجه يا مريم
مريم: من ناو يا بيبي خلاص خطيبتك
وبعدين احنا مش بنخرج كتيير وانا زهقت بقي ونف..
قاطعها مراد فقد سئم من مراوغتها والحاحها : اجهزي وهعدي عليك كمان نص ساعه
صاحت مريم: ياااااس هييييييه
اغلق مراد هاتفه وواتجه نحو مرحاضه مردد لنفسه
مراد: هو ايه اليوم الغريب الي مش راضي يخلص ده
___________________
توجهت ياسمين الي مكتبها وهي تشتعل غضبا من اوامر اكرم
جلست علي كرسي مكتبها واخذت تعبث بالقلم الموجود اعلاه
ادهم بسخريه: ده شكل المدير ظبطك.. ايه يا بنتي انا لو قربت ورقه منك هتولع كده
ياسمين بانفعال: ادهم بقولك ايه ابعد من وشي دلوقتي
ادهم: اهدي بس وقوليلي حصل ايه
قصت له ياسمين ما حدث داخل حجره اكرم
وفور توقفها عن الحديث حتي تعالت ضحكات ادهم
ياسمين بعضب: هو انا بقولك نكته انت بتضحك علي ايه
ادهم: اقول الحق الصراحه كرمله عمل معاكي الصح
ياسمين: كرمله وليك نفس تدلعه ده
ادهم: ياسمين نتكلم بالعقل هو عنده حق انتي يابنتي قلمك ده ذهبي
وانتي صاحبه الريشه الفضيه
تستاهلي اسمك يلمع
ياسمين: مع انك بتتريق بس اقولك انا يلمع اه بس في قضايا المجتمع مش فن وهلس وقرف
ادهم : طيب هو مكلفكيش بحفله رقص يعني دي حفله لتشجيع
التجاره وفتح فرص عمل وقلمك لازم يخلد الذكري دي
ياسمين بنظره ثاقبه : ادهم
ادهم: اؤمري يا اخره صبري
ياسمين ورفعت اصبعها في واجهه ادهم : هي كلمه ومش هكررها مرواح الحفله دي مستحيل ونقفل الكلام بقي
ولو فيها طردي من الجريده كلها يبقي يلا بالسلامه
" الصدمه بدايه ادراك الواقع "
اخذت ياسمين نفس عميق لتستعد لجلسه الاعتراف واخذت تتحرك وهي تتحدث : ورد تبقي ياسمين الي هي انا
الي هي كانت بتبيع مناديل الي انقذتك يعني
بوص هي لفه كبيره
مراد: نعم !!
تابعت ياسمين الحديث: انا اسمي ياسمين احمد الخطاب صحفيه
وبشتغل في جريده الخبر عندي عمود كده علي ادي
بس بجانب ده بقالي ست شهور بكشف بلاوي في ملف اطفال الشوارع
جيت انت بثانيه وكنت هتهد كل الي بنيته وهتكشفني وخصوصا لما قلت قسم وبوليس
انا من ست شهور دخلت وكر عطوه وسيد النتن علي اني بنت غلبانه ورد
وبعد محايلات وتمثيل متقن طبعا
ويهديك ويرضيك وافقو اشتغل معاهم
وطبعا نص مرتبي اتاخد في البدايه ليهم
عشان اثبت ولائي واني فعلا اعرف اشتغل وميه ميه
وفعلا مع الوقت عرفت المخبأ وعرفت بندق
الولد الاعمي الي حضرتك كنت هتخانقني بسببه
فاكره ده هووو بالظبط الي جه في دماغك ده
حسيته مختلف عنهم وفعلا تخيل ده ولد وهو ست سنين حصله حادثه مع قرايبه كلهم ماتو
الي لقاه وقتها عطوه اخده من العربيه ورباه الولد كان مصاب في عينه وطبعا بسبب الاهمال اتعمي
طيب وغلبان جداا وللاسف مش فاكر اي معلومه تدله علي قرايبه
انما عطوه وسيد او زي ما بيقلوله النتن دول حكايه تانيه خالص
مش هقعد ارغي واحكيها طبعا
نرحع بقي للحادثه
سيد هووب هجم عليك وطلع مطوته انا كنت مرعوبه بيني وبينك يعني اه
انا قلت شكلك هتموت
بس الحمد لله اصابه خفيفه بس انت مع الجري هووب وقعت
ملقتش حل غير اني اجيبك البيت قولي ليه ليه
اقولك يا سيدي عشان لو وديتك المستشفي هتسال انتي مين وايه حصل وبرده كنت هتكشف
والحمد لله انت بخير اهو وفل وميه ميه
لم يدري مراد ما سمعه هل حقيقه ام ان تلك الاصابه جعلته في غيبوبه
وكل ذلك من هو من وقع خياله
لكن وجد انه حقا في عالم الواقع.. اذن ما سمعه حقيقي
مراد : انتي بتقولي ايه!!
ياسمين : لا متتوقعش اني اقعد اعيد كل الكلام ده
مراد بغضب: يعني ايه انا في بيتك
ياسمين: انت كنت مصاب جبتك البيت و والدي الحمد لله اسعفك
مراد: شخص مصاب يروح المستشفي مش البيت يا ست ورد ولا ياسمين ولا اين كان انتي مين
مش عشان شغلك وخوفك تتكشفي تستهتري بارواح الناس
دُهشت ياسمين من رد فعل مراد ظنت انه سيذهل من كميه الحقائق التي اطلعته بها
واذا به يتحدث عن نفسه
ويؤنبها لعدم حرصها علي سلامته بكل عجرفه
ياسمين محاوله للدفاع عن نفسها: بوص حضرتك اصابتك خفيفه وانا عارفه كويس كنت عامل ازاي
والحمد لله انت بخير دلوقتي وممتش يعني بسبب اهمالي
والدي خبير في الحاجات دي وهو الي اكدلي ان اصابتك بسيطه
وقف مراد وحمل جاكت بذلته وهو يردد بانفعال
مراد : ده مش مبرر للي عملتيه يا سياده الصحفيه
حياه البشر مش لعبه في ايديكي
ياسمين بانفعال: علي فكره انت قليل الذوق
مراد بغضب: نعم
ياسمين: ومغرور كمان بدل ما تقولي شكرا عمال تقولي حياه البشر حياه الناس
الحمد لله اصلا ان كان فيا عقل اني اتصرف
وان قدرت ادخلك عربتيك واجيبك هنا
مرادوهو يلفظ كل حرف من تحت اسنانه : لو مكنتيش بنت كنت عرفتك المغرور ده هيعمل ايه
فتح مراد الباب ليخرج من حجره ياسمين ولكن اصطدم بجسد احدهم فرفع وجهه
فاذا برجل في منتصف العقد السادس امامه ويبدو علي ملامحه الوقار والهدوء
يرتدي نظاره طبيه ويحمل بيده صنيه بها طعام ساخن ومشروب
خمن مراد ان هذا هو والد ياسمين
احمد بابتسامه : ايه ده بطلنا صحي ابن حلال كنت لسه هدخلك الاكل
لم يجد مراد ما يتحدث به
تحدث ياسمين بضجر وهي عاقده ذراعيها امام صدرها
ياسمين: اعرفكم ببعض والدي سياده اللواء احمد الخطاب متقاعد حاليا
متفرغ للبيت يعني ومتفرغ ليا ولمصايبي
ووبابا عارف حضرتك مين من امبارح
مراد: حضرتك لواء؟
احمد: كان زمان بقي هيييي ايام .بس متقلقش منستش الي ادربنا عليه زمان
ده انت جرحك ده اقل حاجه كنا بنشوفها في الحرب.. اصلي شاركت في حرب 73
وجرحك طهرته وعقمته وايدي خفيفه كام غرزه كده بس خير هيلم وهتبقي كويس ياابني
عندك بقي شويه شوربه كمان من ايديا هتلاقيك رجعت ولا عنتر زمانه
مراد : شكرا لحضرتك مفيش داعي لكل ده انا مضطر امشي وكفايه اووي اني تعبتك امبارح
احمد: يا ابني مفيش تعب انا متعود علي كده سواء كان في شغلي
او لما الهانم بقت صحفيه عادي
مراد بسخريه: ليه هي سياده الصحفيه بتجيب لحضرتك حالات من دي كتير ولا ايه
ضحك احمد من حديث مراد وتابع مع ضحكاته: لا بس اتعودت علي مصايب وكورارث وقضايا
واقسام واخبار تسد النفس بقيت مبستغربش اي حاجه تحصل منها
ياسمين: حكم الشغل يا ولدي وشكرا علي نشر غسيلي قدام الخلق الله يكرمك يا حج
اثناء حديثهم رن جرس الباب فتحركت ياسمين لفتحه
ودخل شاب طويل القامه هذيل الجسد قليلا ويرتدي تيشرت وبنطلون من الجينس
فور رؤيته تعالت صيحات ياسمين للترحيب ييه
ياسمين: ادهومه ويلكم بيج بوص
ادهم وقام بضرب كفه بكفها فقد كانت تلك حركتهم الخاصه: ويلكم بيج برص
ياسمين وقد اخرجت لسانها لادهم: رخم
ادهم متفاخرا بنفسه : عارف
ونظر امامه ليجد مراد يقف بجوار احمد
ادهم : مراد السيوفي هو انت الي ياسمين جابته هنا ودوشتنا من امبارح!
مراد بتعحب: انت تعرفني
تحرك ادهم ليقف في مواجهه مراد وقام بالتعريف عن نفسه
انا ادهم مصور في جريده الخبر وابن عم ياسمين
وحضرت مؤتمر تجاري كنت بغطيه صحفيا
وانت كنت موجود مع والدك استاذ منصور
وكنت منبهر بشركتكم الصراحه وخطه العمل الي كنتو بتعرضوها
ياسمين مقاطعه حديثهم : انت تقصد شركه منصور السيوفي
ادهم : ايوه يا سو ما استاذ مراد يبقي ابنه
ياسمين: الحمد لله اني عارفه االشركه اصلا ووالده
مراد بحنق : نعم
ادهم: لا متاخدش في بالك اصل هوس الملف الي شغاله عليه خلاها بعيده عن اي اخبار تانيه
مراد: عموما اتشرفت بمعرفتك استاذ ادهم ومره تانيه بشكرك يا سياده اللوا لانقاذي
واستائذن انا مقدرش اتاخر عن اهلي اكتر من كده
احمد : مفيش داعي للشكر انا معلمتش حاجه ربناا معاك يا ابني
ادهم : انا الي ليا الشرف
مراد : سلام عليكم
وخرج مراد من الشقه ليقود سيارته متجه لمنزله
فور خروجه عقدت حجبيها وقالت بتبرم
ياسمين: وانا ولا كاني كيس جوافه.. المفروض كنت اسيبه غرقان في دمه ويموت
ده ولا كأني عملت حاجه يا جدعااان صحيح خير تعمل مراد تلقي
ضرب ادهم راس ياسمين بخغه وقال مؤنبا اياها: احسسن عشان تبطلي تهور وتسيبك من ام الشغلانه دي
مالها صفحه الفنون نحضر حفلات ونتصور مع فنانين ونهيص وناكل
ياسمين: بقولك ايه مش نافصه تريقه ابوس ايدك
مد ادهم يده وقال بسخريه: اتفضلي يلا بسرعه
ياسمين: مش بقولك رخم. يلا علي مكتب القيادات العليا اعرفك اخر التطورات
واه صحيح الكاميرا بتاعتك اتملت صور خد طلعها ورجعالي دي فله
ادهم : استغليييني كمان وكمان دي كاميرا منزلتش في مصر كلها شوفتي حجمها لا يري بالعين المجردة
شوفتي دقتها طيب شوفتي لونها طيب شوفتي
ياسمين مقاطعه لحواره: اييه اييه اهدي يا عم
متاخدش في نفسك مقلب اووي يلا يلا ورانا شغل
احمد: وبالنسبه للاكل ده
حمل ادهم الصنيه من احمد : حبيبي يا باشا ده سبيهولي انا وانا بص همسحلك الاطباق مسح
قدامي يا اخره صبري قدامي اشرحي وانا باكل
كده هعرف افهمك كويس
ترك احمد ياسمين وادهم للعمل سويا وردد اثناء تحركه ااي حجرته : ربنا يوفقكم ويسترها يااارب
ادهم وهو يلوك الطعام في فهمه: ايوه يا حاج كتر من يسترها دي اصل طول ما بنتك عايشه مش هتجبها البر
_________________
فتح مراد باب الفيلا ليدلف الي الداخل وقد ارتدي جاكت بذلته حتي لا تلاحظ والدته ما به
تحرك سريعا الي السلم ليتجه نحو غرفته ولكن صوت والدته قطع تحركه
سوسن بقلق : كنت فين يا مراد
مراد ببرود وجمود: شويه شغل واتاخرت شويه
سوسن : بص مش كنت تطمني يا ابني
مراد: انتي عارفه بنحضر للحفله السنويه
وكمان عشان مشروع الشراكه بينا وبين شركه الشروق
سوسن: برده يا ابني طمني عنك مش متعوده تغيب طول الليل وتجيلي الصبح كده
مراد وقبل جبهه والدته : اسف يا امي حاضر هبلغك بتحركاتي بعد كده
ممكن اطلع ارتاح بقي
سوسم: تمام مفيش مشكله بس صحيح اوعي تنسي تبعت دعوه لخطيبتك واهلها
مراد وقد اولي ظهره لامه واتجه نحو غرفته: اتبعتت من زمان يا امي مش هنسي حاجه زي دي
دلف الي داخل حجرته وخلع الجاكت ببطئ حتي لايشعر بالم
وفور رؤيته للسرير القي بجسده وغاب في نوم عميق
لا يريد تذكر اي شئ لا يريد التفكير فيما حدث
فقط يريد الراحه بعد هذه الليله الطويله
_________________________
وصل ادهم وياسمين الي مقر الجريده ليباشرا بعض الأعمال هناك
ياسمين: متعرفش رئيس التحرير عايزني ليه يا ادهم
ادهم: يابنتي صدعتيني من وانا في بيتك حلفتلك معرفش والله معرفش
ياسمين بقلق: اصل غريبه اووي من امته الكلام ده
انا اخري رئيس القسم هو الي يبعت يهزئني عشان بتاخر علي شغلي
يقولي ملاحظات او يكلفني بتقرير غير كده مفيش
فجاه بقدر قادر رئييييس التحرير نفسه يطلبني اييه انا هتطرد ولا ايه
ادهم : يا خبر بفلوس هتدخلي ويبقي ببلاش
ياسمين: ادعيلي
ادهم: انتي رايحه تحاربي في افغانستان
ده حتي مدييرنا مفيش منه عصبي وايده طارشه
ومتهور ومندفع
ياسمين: الله يطمن قلبك ياابني طمنتيني اتفوو عليك
قامت ياسمين بالتوجه الي باب رئيس التحرير بعد السماح لها من قبل السكرتيره
اخذت تنظر لللافته امامها اكرم امين رئيس التحرير
اخذت في تهدئه نفسها وسمت الله
وقرعت الباب الي ان سمعت صوته الجهوري يامرها بالدخول
دلفت ياسمين للداخل
ياسمين: صباح الخير يافندم حضرتك طلبتني
خلع اكرم نظارته الخاصه بالقراءه ووضع اصابعه بالقرب من عينه ليستعيد تركيزه
فقد كان منغمر في العمل بالاوارق الماثله امامه
اكرم: اتفضلي يا انسه ياسمين
تحركت ياسمين وجلست في كرسي مقابل له
تابع اكرم حديثه
انا متابع مقالاتك عن حمله اطفال الشوارع وعجباني جدا
ياسمين وقد تهللت اساريرها : شرف ليا يا فندم
اكرم: لسه ملكملتش كلامي
ياسمين باحراج : اسفه يا فندم اتفضل
اكرم: بس الي ملاحظه انك بتاخدي وقت كبيير عشان تكشفي الحقائق دي
واحنا مش بنديكي مرتب عشان المقالين تلاته الي بتنزليهم كل الشهر
ياسمين في محاوله للتحدث والنقاش : بس يافندم
لم يعطها اكرم فرصه وتابع حديثه : عارف انك بتنزلي مقالات تانيه في عمودك الاسبوعي
بس صحفيه زيك وقلمها مبدع خساره
منستغلش خبرتها دي انا مستعد اسيبلك ملف اطفال الشوارع بس هناخدك شويه من العمود بتاعك
انا عايزه تغطي حفله الشراكه بين شركه الشروق والسيوفي
ده الحدث المهم دلوقتي في مجال الأعمال
ومش عايز نقاش
ياسمين: يا فندم
اكرم بصرامه وحزم :لا كده لاما مش هوافق علي نشر اي مقال عن ملف اطفال الشوارع
اتفضلي علي مكتبك والسكرتيريه هتبعتلك معلومات عن الحفله والدعوه المرسله باسم الجريده
خرجت ياسمين ولم تستطع الحوار ولا نطق كلمه واحده امام رئيس التحرير
من يجرؤ علي ذلك
فاكرم امين شخص معروف بالجديه والصرامه وعدم التهاون في عمله
ولا يقبل ان يعترض احد علي قرارته
فور خروجها حمل اكرم هاتفه وضغط علي عده ارقام واخذ في الحديث
انا دلوقتي كلفتها بالحفله وعملت الي اتفقنا عليه عيب يا باشا انت اوامرك تنفذ
_____________________
استيقظ مراد علي صوت هاتفه الذي ظل يصرخ لعده دقائق معلنا عن عده مكالمات
وكان الاسم الذي يزين الشاشه
مريم
تناول مراد الهاتف وضغط علي الرد
ليستمع الي صوت نسائي رقيق من الجهه الاخري
مريم: مرااد كل ده مبتردش
مراد بتثاقل : كنت نايم يا مريم خير
مريم: اووبس سوري يا بيبي وانا هعرف منين
بس هو فيه حد ينام في الوقت ده!!
مراد بحنق : مريم انتي عارفه كويس اووي خطيبك وراه ايه
وشغلي ملوش وقت وكذلك وقت راحتي
مريم بخبث : ما انا بكلمك بخصوص كده عشان تعرف ان خطيبتك برده بتفكر في شغلك
مراد وقد نهض من فراشه : خير
مريم: عايزه نخرج سوا عشان اشتري فستان الحفله معاك وتقولي رايك
مراد ببرود: من امته بنزل اجيب معاكي حاجه يا مريم
مريم: من ناو يا بيبي خلاص خطيبتك
وبعدين احنا مش بنخرج كتيير وانا زهقت بقي ونف..
قاطعها مراد فقد سئم من مراوغتها والحاحها : اجهزي وهعدي عليك كمان نص ساعه
صاحت مريم: ياااااس هييييييه
اغلق مراد هاتفه وواتجه نحو مرحاضه مردد لنفسه
مراد: هو ايه اليوم الغريب الي مش راضي يخلص ده
___________________
توجهت ياسمين الي مكتبها وهي تشتعل غضبا من اوامر اكرم
جلست علي كرسي مكتبها واخذت تعبث بالقلم الموجود اعلاه
ادهم بسخريه: ده شكل المدير ظبطك.. ايه يا بنتي انا لو قربت ورقه منك هتولع كده
ياسمين بانفعال: ادهم بقولك ايه ابعد من وشي دلوقتي
ادهم: اهدي بس وقوليلي حصل ايه
قصت له ياسمين ما حدث داخل حجره اكرم
وفور توقفها عن الحديث حتي تعالت ضحكات ادهم
ياسمين بعضب: هو انا بقولك نكته انت بتضحك علي ايه
ادهم: اقول الحق الصراحه كرمله عمل معاكي الصح
ياسمين: كرمله وليك نفس تدلعه ده
ادهم: ياسمين نتكلم بالعقل هو عنده حق انتي يابنتي قلمك ده ذهبي
وانتي صاحبه الريشه الفضيه
تستاهلي اسمك يلمع
ياسمين: مع انك بتتريق بس اقولك انا يلمع اه بس في قضايا المجتمع مش فن وهلس وقرف
ادهم : طيب هو مكلفكيش بحفله رقص يعني دي حفله لتشجيع
التجاره وفتح فرص عمل وقلمك لازم يخلد الذكري دي
ياسمين بنظره ثاقبه : ادهم
ادهم: اؤمري يا اخره صبري
ياسمين ورفعت اصبعها في واجهه ادهم : هي كلمه ومش هكررها مرواح الحفله دي مستحيل ونقفل الكلام بقي
ولو فيها طردي من الجريده كلها يبقي يلا بالسلامه
0 تعليق على موضوع "قصة وردة الياسمين - الحلقة 3"
الإبتساماتإخفاء