قصة چيجاسا - الحلقة 1

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0
( قصة چيجاسا )
الحلقة الأولى :

كانت الجدة " أماندا " البالغة من العمر ثلاثة وخمسون عاما تتحضر لكتابة وصيتها لتقديمها الى مستشفى لندن بريدج المتابعة لحالتها الصحية لأخذ الموافقة على إنهاء حياتها بدافع الشفقة , كان هناك شيئا ما يمنعها عن كتابة الوصية , بل عن مغادرة الأريكة التي وضعتها بالشرفة منذ سبعة عشر عاماً.
 نعم ,سبعة عشر عاما تحدًق في الشوارع المجاورة لبيتها وتستمع لتغريد الطيور التي تنثر لهم الطعام كل يوم ليشعروها بالأنس..
كانت الجدة " اماندا " تعيش حياة روتينيه جدا ,, خالية من اللحظات الاجتماعية ,لا يزورها أحداً سوا شاب , اعتقد انها لم تسألة مطلقاً عن اسمه, كان يعد لها الطعام بمقابل مادي ثم يرحل ويعود مجددا كل يوم ليعد لها الطعام في صمت تام ثم يرحل.

- اثناء متابعة الجدة لجارتها وهيا تقوم بطي الملابس من الشرفة ,, انبعث في تفكيرها مكان  سيساعدها كثيرا على كتابة وصيتها بوضوح .. أم نقول كتابة اعتذارها بوضوح  .. " نعم انه المكان المناسب " هكذا قالت الجدة بصوت عالٍ اثناء نهوضها من الاريكه واستدعاء الطاهي ليساعدها فالنهوض.

بحثت الجدة كثيرا عن مفتاحها المنشود .. لم تجدة .. بل لم تستطع ان تتذكر مكانه .. توجهت مباشرة الى الشاب الطاهي وقالت له : " الا تتذكر اين احتفظت بمفتاح صغير نحاسي اللون ؟ " ..
" انه معي يا سيدتي "
 اجابها سريعا " سكوت " في حزن واضح يظهر في نبرة صوته.
-  لم تتحدث معه أماندا منذ زمن بعيد , بل لم يسبق لها ان شكرته يوما ما على الطعام الذي يعده ..
ذهبت الجدة مع سكوت الى الاستوديو الذي تمتلكه , و التي اعتادت ان تعمل به " مارجريتا " ابنتها الوحيدة قبل رحيلها من المنزل , جُل ما تتذكرة الجدة ان مارجريتا رحلت بسبب قسوتها عليها في المشي على قوانين اجدادها العسكرية التي زرعت بأماندا وهي طفلة ..
 - لم تعبأ الجدة ب خطورة الغبار المتراكم بالمكان على حالتها الصحيه , فقط اندفعت سريعا الى مكتب ابنتها الموازي للنافذة , و ورائها اندفع " سكوت " سريعا لفتح النوافذ .. لتنظر أماندا الى الشمس بعينين تكاد ان تستطيع فتحهما ,تبتسم بإبتسامة اشتياق لذلك المنظر الذي اعتادت ان تراه ,  

-اخرجت الجدة حاسوبها الشخصي وأهمّت في كتابة وصيتها بكلمات عذبه لعل ابنتها مارجريتا تشعر نحوها ببعض الحب بعد موتها , حتى قاطعها سكوت وهو يقول " المكان لم يعد كما السابق يا سيدة اماندا , هل انتي متأكده انك تريدين الجلوس هنا , لما لا اذهب بك الى الشرفة الكبيرة فالهواء هناك يتجدد سريعا و......" قاطعته الجدة " اصمممت يا هذا , هل سمحت لك يوما بالتحدث معي ؟ " , " آسف سيدتي سأكون في انتظارك بالاسفل " قالها سكوت وهو  يجز على أسنانه.

< عزيزتي مارجي الساحرة , كانت هذه هي الطريقة الوحيدة لكي اتواصل معك .. و اكون على ثقة تامة انك ستنصتي لحديثي هذه المرة المرة اللأخيرة , ربما فات اوان الكثير من الاشياء التي لم تعد قابله للاصلاح , لكنك في هذا الوقت لم يعد لديك سوا ان تغفري لي , ليس لأني استحق ذلك فأنا متفقة معك لأول مرة - اني لا استحق الغفران- لكنه من اجلك , الضغينة يا عزيزتي لا تنسيك الأشخاص بل التسامح هو من يفعل .............  >

" ياله من وقح لقد افسد حبل افكاري , حسناً سأكمل فيما بعد " قالتها الجدة اثناء بحثها في اطراف المكتب عن المفتاح السري للدرج الاول.

" اهااااه وجدته ,, شيئاً ما ب رأسي لا زال يعمل "

- اسرعت الجدة في فتح الدرج وخاب ظنها كثيراً حينما لم تجد بداخلة سوا بطاقة عمل لأحد منتجعات السبا فالمنطقة ..
اخذت تتجول كثيرا داخل الاستوديو حتى شعرت بالغبار يستحوذ على رئتيها فأسرعت للجلوس على المكتب امام النافذة وانهاء وصيتها ..
عادت الى منزلها وهيا تحمل بيديها بطاقة المنتجع و على كتفيها تحمل ذكريات مؤلمة لتصرفات ابنتها معها فالاونه الاخيرة قبل رحيلها
- لم يجد الجلوس بالشرفة نفعا في تغيير مزاجها لكن جلوسها وحيدة في غرفتها ألهمها بإنهاء حياتها فوراً , باتت الجدة متحمسة جدا لفكرة ان تاتي ابنتها لتقرأ تلك الوصية العذبه التي ختمتها بقول " وإن اجمع كل هذا العالم على اني الشخص السيئ في حياتك .. فسيجمع ايضا اني الشخص الذي احبك كثيرا ولم يقوى على اثبات حبه لك يوما .. احبك وهي متأخرة .... احبك يا ابنتي .. - أماندا -"

فتحت الجدة نافذة غرفتها لتلقي نظرة على الارتفاع الذي ستقفز منه ..
وقد خطت خطوة نحو الهواء , ثم تراجعت
ألقت نظرة على ملابس النوم التي ترتديها , و بنبرة ساخرة قالت : " ربما ليس اليوم " .. دخلت سريعا لتهندم نفسها قبل الذهاب لمشوارها المهم


( منتجع بيك سبا – لندن )

- ( الجدة )  صباح الخير

* صباح الخير مايهدواه
- مايهدوداه ؟ اتتحدثين الهندية يا بنيتي ؟
*  فقط بضع كلمات تعلمتها من عاملة تعمل هنا يا سيدتي .. من الوهله الاولى التي رأيتك بها عرفت انك من اصول هندية
- جيد , لديك بديهة سريعه , لا شك انهم وضعوكي هنا فالاستقبال لتجذبي العملاء الجدد , هيا قولي لي ماذا يتطلب لكي اسجل بهذا المنتجع , لدي رغبة بأن اموت جميلة.
* استريحي يا سيدتي وسوف اتمم لكي كل الاجراءات سريعا
- حسنا , لكن لدي شرط وحيد , اريد ان اتعامل في هذا المنتجع مع تلك العامله الهندية
* حسنا وهو كذلك.

( بعد نصف ساعه )
* تفضلي يا سيدتي , هذه فاطيمة العاملة التي حدثتك عنها تجيد الهندية.

تجمدت فاطيمة في مكانها حينما رأت أماندا ,وحاولت ان تحافظ على رباطة جأشها حينما اخذت اماندا ب تأملها من أسفلها الى اعلاها, لتسرع فاطيمة نحو الباب وقد فكرت ملياَ بالهروب, نطقت اماندا بما لم تتوقعة فاطيمة : " حسنا يا فاطيمة لدينا عمل كثير لننجزه هنا , فأنا كما ترين في نهاية حياتي , لقد عشت جميلة واريد ان اموت جميلة , ألا تعتقدين اني جميله ؟ "

تقلصت نبضات قلب فاطيمة بعد ارتياح لسماع كلمات اماندا التي تأكدت من الشائعات التي سمعتها مؤخرا فالسنوات القليلة الفائتة , إلتفتت الى أماندا بإبتسامة قائلة " ان سألتني عن شيء واحد متأكدة منه حياتي فسأقول انك بالفعل جميلة .. تفضلي بالجلوس .. "


يتبع





يتبع

0 تعليق على موضوع " قصة چيجاسا - الحلقة 1"


الإبتساماتإخفاء