قصة أحببت مسيحياَ - الحلقة 4

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

4
مينا
مرت اربعة ايام و نحن نلتقي يوميا دون وجود احداً معنا
لم اشعر ابدا بقيمة للوقت سوى تلك الايام ، أود أن تطول ساعات لقائنا ..
عندما تستأذن لتنصرف ، يغادرني قلبي و ينصرف معها
كيف أسرتني في مدة قليلة ،أشعر بأنها طفلتي أكثر من كونها حبيبتي .. استيقظت في صباح يوم الجمعة ، إستعديت و إرتديت ملابسي ، إستيقظ هاني بسبب الضوء
تسائل بصوت رخيم يشوبه النوم
- إلى أين ذاهب
أجبت : إلى الكلية
استهزأ بي و أنعتني بالطالب الدحيح
إنه الجمعة و ﻻ يوجد دراسة
خبطت على جبهتي في ضجر
فاليوم لن أرى ماريا
مرّ الوقت ببطُء رغم سُرعته أثناء وجودي معها
يومين لم أراها و لا تفتح حسابها على الفيس بوك
أتعجب من سُرعة تعلقي بها , أتعجب من إشتياقي لها
آتى يوم الآحد قبل التاسعة كُنت أقف أمام بوابة الكُلية
أخشى أن أدخل دونها
أتت ماريام يُصطحبها شاب وسيم يُشبهها نوعاً ما
أقبلا عليّ فتصافحنا
تعارفنا سوياً قالت أنه إبن عمها أمجد طالب معنا بالكُلية لكنه يكبُرنا بأربعة أعوام و صمتت
نظر لها غامزاً ونطق بمكر : فقط
فخجلت هي قائلة و زوجي مُستقبلاً , أخبروني أنهم أقاموا جبانيوت قبل بدء الدراسة
لم ألحظ من قبل الدبلة الذهبية المُحيطة بإصبعها , باركت لهُم مُتمنياُ لهم حياة سعيدة
سألتني عن جدولنا , أخبرتها أن المُحاضرة القادمة
هي anatomy , أخبرنا أمجد عن طبيعة المادة و الدكتور المُكلف بتدريسها
أنصت له بكُل حواسي حتى أقبلت ماريا
فإتجهت كُل حواسي لها , نظرت لها و كأنها الوحيدة أمامي , تعانقت هي و ماريام ثُم
غمزت ماريام لأمجد و تنحنحنت بعدها مُستأذنة الإنصراف . لا أدري أخبرتها ماريا بإرتباطنا أم الشوق في عيوني أفصح عن نفسه
كلمة واحدة نطقت بها : إشتقت لك
تجاهلت كلمتي رغم الإبتسامة البادية على شفتيها
لتستعجلني لحضور المُحاضرة
ذهبنا للمُدرج جلست هي بجوار ماريام و انا بجوارها آتي الدكتور بعد نصف ساعة من الوقت المُخصص للمُحاضرة
طيلة الثلاثون دقيقة و انا أنظر لها . و هي تنظر للأرض حتى ظننت أنها تبحث عن شئ ما . إبتلعت ريقها ناطقة : كُف عن النظر إليّ
- كُف أنتِ عليّ بجمالك و رقتك
تدرين يا ماريا . أُلقب بين أفراد عائلتي بأني قاسي القلب و لن يتخذ الحُب إلى قلبي سبيلاً , حتى رأيتك فانقلبت طباعي رأساً على عقب
صرتُ مجنون بـ حُبك و في حُبك
...
أخبرت والديّ عنها . أخبروني أنهُم على إستعداد بالتقدم لها في عُطلة نهاية العام
ما بالها الأيام تزداد إشراقاً
أخبرت هاني و هانيا عنها و تجمعنا في مطعم أحد أيام الجُمعة
تفاجأ هاني بها لكنها لم تتذكره , ماريا لا تتذكر جيداً , باركت لي هانية مادحة ذوقي في إختيار ماريا ,لا يختلف إثنان على ماريا
وددت لو يعرف كُل الناس أني أُحبها
في الأنجيل آية : اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ
لكني مغرور بحُبها أود أن يعلم الجميع به
أود أن أُتم مراسم نصف الاكليل بأسرع وقت
سألتها ذات مرة إذا ما أخبرت والديها عني
قالت أنها ستُخبرهم قبل موعد تقدم والديّ ,
نعيش أيامنا بحُب , نقضي محاضراتنا انا و هي و ماريام
في وقت الـ Break تتركنا ماريام لتجلس مع أمجد لأنفرد أنا بها
دائماً نجلس على درجات السُلم حتى أطلقوا علينا couple السلالم
ظهرت نتيجة الـ mid_term كان تحصيلها الدراسي ليس بجيد ولا سيئ
إنخفضت معنوياتها لكني شددت بأزرها . فاستقويت بي و استقويت بها
تمُر الأيام أصبحنا أشهر couple في الكُلية رُبما في الجامعة
سعادتنا بادية على ملامحنا
..
خطفتني ماريا من كُل ما حولي حتى نفسي
يُعاتبني هاني على إهمالي له , و تقربي الزائد لها , يقول اني لا أعلم القادم
رُبما الفُراق قدرنا , لا أتخيل ان أكون لغيرها او أن تكون لغيري
من كثرة إرتباطنا صرنا مُتشابهين حتى في ملامحنا
..
جلست ذات مرة مع هاني
وجدته مُكتئباً , أخبرني أن زميلُ له , يُحب مُسلمة و صارحها فنهرته لأنه لا يجوز لها الإرتباط بمُسلم
صحت , كيف له أن يُحب مسلمة , كيف له أن يُفصح عن مشاعره لها , إنها إهانة للأقباط , ما الذي يُميز تلك المُسلمة عن فتيات الكنيسة ؟!!
يقول هاني أن الحُب ليس له شروط ,
لكني لا اوافقه : , الحُب شرطه التوافق
...
أنهينا إختبارت الـ fainal , كُنت أعلم أنها ستُسافر الإمارات في عُطلة نصف العام
مُجرد إسبوعين
لكني تناسيت الأمر حتى لا يُكدر عليّ صفو حياتي , حزنت كثيراً
رؤيتها صارت إدمان بالنسبة لي , طيلة مُدة سفرها و أنا أُحادثها يومياً على الـ skype
لا أخرج , نقُص وزني رغم نهمي للطعام , شهيتي مفتوحة لكن نفسيتي مسدودة
إنتهت عُطلتها , علمت موعد قدومها , ذهبت لأراها فلا طاقة لي بالإنتظار يوم واحداً دون أن أراها و هي بمصر
ذهبت للمطار . رأيت ورد , أعرفها لكنها لا تعرفني
أقبلت ماريا و جدتها ,, طلت كقمر في ليلة حالكة السواد ، ترتدي جاكيت أسود اللون و تلُف كوفيه حول رقبتها , يعتلي أنفها حُمرة . يبدو أنها تُعاني من نزلة برد شعرت بأسى لها . إتصلت بها فأخرجت هاتفها المحمول من حقيبتها , وجدت إبتسامتها تتسع ففرحت فمازال حُبي ينبض بقلبها , ردت عليّ فـ رُدت روحي إليّ
أخبرتها أني أراها . شرعت تتلفت حولها حتى وجدتني , حضنتني عيونها . سمعتها تستأذن من جدتها لتذهب لدورة المياة لتظبيط ملابسها أمرتها أن تنتظرها بمكانها حتى يجدوا ورد و آمال
إبتعدت عن أُفق جدتها و قابلتني أول ما رأيتها
جثوت على رُكبتي أُقبل يديها . وجدت دموع الفرحة بعيونها البريئة

نطقت : إشتقت لك حتى الموت
فزادت دموعك ، تكرهين سيرة الموت
تُرددي دائماً أن عُمرك قصير
أُعنفك عندما أسمع تلك الكلمات منك
أقسو عليكي لأني لا أستطيع تخيل حياتي بدونك ماريا
...

بقلم شروق عبد العزيز

0 تعليق على موضوع "قصة أحببت مسيحياَ - الحلقة 4"


الإبتساماتإخفاء