قصة أحببت مسيحياَ - الحلقة 5

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 1

5
ماريا
تزداد سعادتي كُل يوم عن ذي قبل بوجود مينا معي
كُلا منّا وجد ضالته في الآخر
كُنا روحين و بلقائنا صارت روح واحدة
نعُد لحياتنا القادمة , عن مكان عُش الزوجية , له شقة بـ مدينة السادس من إكتوبر
يُريد أن يُقام مراسم الإكليل بالكنيسة ثُم نتجه إلى قاعة إحتفالات
نُخطط لكُل شئ و كأننا سنتزوج غداً
..
في يوم الحُب أي بعد قدومي لمصر بـ ثلاثة أيام
عزمني للخروج معه في إحدى الكافيهات كُنت أعلم بأنه يُريد الإحتفال بي لكنني تصنعت الجهل , كُنت أتطوق لقضاء اليوم معه .. إنتظرته أمام بوابة عُمارتنا ..
بعد لحظات و جدته مُقبلاً بسيارته موضوع عليها ورود تُشكل حرف الـ M
لسعادتي تجمعت العبرات بعيني .. أخشى أن يُفارقني .. لا أتذكر أيامي قبل ظهوره فيها .. صار هو محور حياتي .. ما إن رأى دموعي حتى إنقلبت شفتيه في حركة طفولية مُقلداً إياي حتى أبتسم .. إبتسمت لحركته تلك .. يعرف كيف يُسعدني حتى في لحظات حُزني .. رددت بداخل ربي لا تحرمني من وجوده و إجعل يوم فُراقنا هو يوم موتي

لم أُخبره أني إشتقته كثيراً في أيام عُطلتي كُنت أشعر أن شيئاً ما ينقُصني
رغم مُحادثاتنا اليومية لكنها لم تُغنِ , وددت أن أفاتح أُمي في موضوع ارتباطنا ، أعلم أنها ستتقبل الأمر , تُقدس أُمي الحُب ,
لكن شيئاً ما يمنعني من إخبارها , لاحظت هي تغُيري و سألتني لكني تعللت بالدراسة و انها حياة جديدة , تصنعت أُمي التصديق .
يقول مينا دائماً أنه يشعر بـي قبل أن أُقبل على مكان تواجده
تدري يا مينا يوم إستقبالك لي بالمطار , كُنت أشعر بك حولي
لكني كذبت نفسي , حين رأيت إتصالك تُخبرني بوجودك , إبتسمت لتلاقي أرواحنا هكذا
,,
يُقدم لي باقة ورد دائماً في اليوم الحادي عشر من كُل شهر
لأني وُلدت في ذاك اليوم من شهر يونيو , جوزائية أنا , يقولون أن إمرأة الجوزاء ليس لها حظاً في الحُب , كيف و قد ملكت كُل الحظ يوم أحببتك !!
يفعل لأجلي ما ظننته خيال يُفعل في الروايات الرومانسية فقط

إمتحنا إختبارات الـ mid-term للفصل الدراسي الثاني تقديراتنا كانت جيدة
يجعلنا الحُب دائماً في أفضل حالاتنا الذهنية و المعنوية

يُصادف يوم ميلاد مينا الجُمعة , قبلها بإسبوع إتفقت مع ماريام و أمجد و هاني و هانيا
و أقمنا لُه حفلة عيد ميلاد في أحد الكافيهات القريبة من منزل خالته
قدمنا له الهدايا , كانت هديتي عُبارة عن ازرار فضية نُقش عليها إسمه بخط عربي
غمز لي قائلاً : لحُلة خطوبتنا . نظرت أرضاً
يتعمد ان يُخجلني
إنتهى اليوم بسلام .. , أستطيع ان أُجزم أنه أسعد يوم بحياتي
 لم يُعكر صفو اليوم سوى نظرات هاني لي ,نظراته نظرات عميقة و كأنه يتفحص صدقي
 ميلاد مينا يعني ميلاد أحب الناس إليّ يعني ميلادي انا الأُخرى
..
يوماً ما كُنا نجلس على السُلم و رأينا فتاتين مُنتقبتين و فتاة مُحجبة حجاب شرعي كما قال يسيرون أمامنا رأيت نظرة إحترام في عينيه لهُما
إستفزتني نظرته , فخبطته بكوعي في جانبه , أُغار عليه من كُل نساء الأرض
ضحك من تصرُفي الطفولي
أخبرني أن الفتاتين ذكرناه بالمملكة السعودية , إشتاق لرؤية الفتيات مُحتشمات
مينا تركيبة غريبة . يعشق الدين المسيحي و يحترم الدين الإسلامي , أخبرني أنه كان يتذمر من ذاك اللبس بادئ ذي بدء لكن فيما بعد وجده حصن للفتى و الفتاة من الفِتنة
صبيحة اليوم التالي
أقبلت عليه أرتدى فُستاناً طويل من الصوف و ألُف تحجيبة حول رأسي
ما إن رأني حتى إنخرط في نوبة ضحك هستيرية
أقسم بالعذراء أنه مهما رأى فتيات جميلة سأظل الأجمل بعينيه
جلسنا بعدها على كُرسيين مُنتظرين قدووم ماريام
سألني مينا لم لا يوجد صليب على يديّ
...

مينا
سألتها لم لا يوجد صليب على يدك ؟!!
- لأني لست مسيحية , نطقتها بعفوية كعادتها
- كُفي عن المزاح
فأقسمت أنها مُسلمة
- ماذا عن إسمك ؟!!
- تقول جدتي أنه إسم زوجة الرسول ﷺ
ثارت الدماء في عروقي لم أشعر بشئ سوى بيدي تمتد لتصفعها على وجهها
وضعت يدها على خدها بحركة إرادية , وجدت الدموع تتبلور في مُقلتيها
أمسكت بكتفيها وهززتها قائلاً : خدعتيني
حينها إنطلقت دموعي من عيني و انا أُكرر خدعتيني , خدعتيني
تنظر إليّ بعيون زائغة غير مُصدقة
فجأة سقطت مغشياً عليها , تركتها تتكور حول نفسها كوضع الجنين
قرأت ذات مرة أن من ينام تلك النومة إنما يُريد أن ينزوي على نفسه و يُعاني من الإنطواء و الخوف من الناس
دلفت من بوابة الكُلية , دموعي لا تجف
إستقليت سيارتي و ظللت أقود هائماً في شوارع القاهرة . محاولات إتصال عديدة من ماريام و انا لا أُجيب , مللت صوت الهاتف فأغلقته . عقلي مشغول بِك رغم جُرحك لي , نمت داخل سيارتي , إستيقظت على صوت أذان المغرب فانهمرت دموعي أكثر و أكثر , أبكي بصوت كالنساء أنتحب , كُنت أظُن أن علاقتي بِك تعود أو حُب لكنها تخطت ذلك لتصل لمرحلة العِشق , أنا القوي الأبي لا تنهمر دموعي إلا لعزيزِ غالِ وها هي تنهمر من أجلك ماريا
سمعت المؤذن يُردد حي على الصلاة , جال بخاطري أن أدخل لأرى شعائر دينك
أوقفت مُحرك السيارة و أنزلت أكمام قميصي حتى لا يلحظ أحداً الصليب المحفور بيميني
دخلت المسجد , و أركنت ظهري إلى أحد أعمدة المَسجد , تعمدت أن أقف بالصف الأخير حتى لا يلحظ أحداً جهلي بالصلاة
أُقيمت الصلاة و انا لا أفقه كيفية تأديتها , وجدت إمام المسجد يُقيم الصلاة و يُردد
<< وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ >>
.
ما إن سمعت تلك الآية حتى جثوت على رُكبتيّ و علا صوت نحيبي , لستُ مُشركاً لكن لا يجوز لي الزواج بِك .
خُلقت الأديان من أجل الحُب و ها هي الأديان تقف أمام حُبي
,,
غادرت المسجد سريعاً قبل أن ينتهوا من الصلاة , عُدت بعدها اإلى شقتنا بحي فيصل , أُريد أن أنفرد بنفسي . أنظر لكُل شئ بغرابة شديدة :
صورة العذراء , و الصليب المُعلق على الحائط و الصليب بيدي
دخلت المطبخ و أشعلت الموقد واضعاً يدي عليه
أُعاقب يدي لأنها صفعتك , أشعر بألم يغزو يدي لكن ألمي الأكبر هو جرحك أنت
أعلم أنك ستغفري لي كعادتك , لا تليق القسوة بِك
لكني أُريدك أن تكرهيني كما أُريد أن أكرهك
تشوهت يدي و تشوه الصليب بها , رُبما تتغير الأقدار

بقلم شروق عبد العزيز

1 تعليقات على موضوع "قصة أحببت مسيحياَ - الحلقة 5"

Lucky Club: A Lucky Club - Lucky Club Live
Lucky Club is a Lucky Club Live Casino from the Malta company LuckyClub.com that provides live entertainment for over luckyclub.live 400 operators and casinos. Rating: 4.3 · ‎11 votes


الإبتساماتإخفاء